عام على استشهاده: السنوار رحل شهيدا.. لكن الطوفان باقٍ
مسيرة الشعوب، لا يخلّدها السياسيون بقدر ما يخلّدها أولئك الذين عاشوا من أجل قضية وماتوا من أجلها.. في مثل هذا اليوم، تمرّ الذكرى الأولى لاستشهاد إحدى أبرز الشخصيات الجدلية والملهمة في آن واحد.. يحيى السنوار، القائد الذي وُصف بالمشتبك دائمًا، والذي اختار أن تكون حياته واستشهاده على خط النار.
ففي مثل هذا اليوم، تمرّ الذكرى الأولى لرحيل القائد الفلسطيني يحيى السنوار.. رجلٌ لم يكن مجرد اسم في دفتر المقاومة، بل حكاية جيل كامل، آمَن بأن الحرية تُنتزع ولا تُمنح.
وُلد السنوار في مخيم للاجئين، وعاش بين البارود والدعاء، فصار رمزا للصمود الفلسطيني.
أربعون عاما من النضال قضاها بين مطاردةٍ وسجن وقيادة وميدان، لكنه ظل كما عرفه الجميع: "القائد المشتبك".. لا يغادر الصفوف الأولى.
في السجن، قاد رفاقه كما لو كان في ساحة المعركة، وفي القيادة رفض أن يفصل بين الفكرة والبندقية.
وحين حانت لحظة الرحيل.. استشهد مقبِلا لا مُدبرا، مرتديا جعبته العسكرية، كما أراد أن يختتم مسيرته: واقفا حتى الرمق الأخير.
اليوم، لا يُستذكَر يحيى السنوار كقائد عسكري فقط، بل كإنسان حمل همّ شعبه حتى اللحظات الأخيرة.. أبٌ لثلاثة أطفال، ورفيقٌ أوفى للمقاومين، وواحدٌ من الذين كتبوا بدمائهم أن غزة لا تنحني.
قد يرحل القادة، لكن تبقى الفكرة.. وتبقى القدوة لمن يؤمنون بأن طريق الحرية يبدأ من كلمة: "لا.. لن نرضخ".
فهل يمكن للرصاص أن يغتال روحًا تحولت إلى ذاكرة وطن؟ قطعا لا !
غفران العكرمي